صدقة جارية للمرحوم/ عبدالله ابراهيم الدخيل » تفسير ابن كثر » سورة الحجرات
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) (الحجرات)
" وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ " أَيْ اِعْلَمُوا أَنَّ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ رَسُولَ اللَّه فَعَظِّمُوهُ وَوَقِّرُوهُ وَتَأَدَّبُوا مَعَهُ وَانْقَادُوا لِأَمْرِهِ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِمَصَالِحِكُمْ وَأَشْفَقُ عَلَيْكُمْ مِنْكُمْ وَرَأْيه فِيكُمْ أَتَمُّ مِنْ رَأْيِكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ " ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ رَأْيهمْ سَخِيف بِالنِّسْبَةِ إِلَى مُرَاعَاة مَصَالِحهمْ فَقَالَ " لَوْ يُطِيعكُمْ فِي كَثِير مِنْ الْأَمْر لَعَنِتُّمْ " أَيْ لَوْ أَطَاعَكُمْ فِي جَمِيع مَا تَخْتَارُونَهُ لَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى عَنَتِكُمْ وَحَرَجكُمْ كَمَا قَالَ سُبْحَانه وَتَعَالَى " وَلَوْ اِتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرهمْ مُعْرِضُونَ " وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ " وَلَكِنَّ اللَّه حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الْإِيمَان وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبكُمْ " أَيْ حَبَّبَهُ إِلَى نُفُوسكُمْ وَحَسَّنَهُ فِي قُلُوبكُمْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا بَهْز حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا قَتَادَة عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " الْإِسْلَام عَلَانِيَة وَالْإِيمَان فِي الْقَلْب - قَالَ ثُمَّ يُشِير بِيَدِهِ إِلَى صَدْره ثَلَاث مَرَّات ثُمَّ يَقُول - التَّقْوَى هَهُنَا التَّقْوَى هَهُنَا " " وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْر وَالْفُسُوق وَالْعِصْيَان " أَيْ وَبَغَّضَ إِلَيْكُمْ الْكُفْر وَالْفُسُوق وَهِيَ الذُّنُوب الْكِبَار وَالْعِصْيَان وَهِيَ جَمِيع الْمَعَاصِي وَهَذَا تَدْرِيج لِكَمَالِ النِّعْمَة وَقَوْله تَعَالَى " أُولَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ " أَيْ الْمُتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَة هُمْ الرَّاشِدُونَ الَّذِينَ قَدْ آتَاهُمْ اللَّه رُشْدَهُمْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة الْفَزَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِد بْن أَيْمَنَ الْمَكِّيّ عَنْ أَبِي رِفَاعَة الزُّرَقِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْم أُحُد وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اِسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " فَصَارُوا خَلْفه صُفُوفًا فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد كُلّه اللَّهُمَّ لَا قَابِض لِمَا بَسَطْت وَلَا بَاسِط لِمَا قَبَضْت وَلَا هَادِي لِمَنْ أَضْلَلْت وَلَا مُضِلّ لِمَنْ هَدَيْت وَلَا مُعْطِي لِمَا مَنَعْت وَلَا مَانِع لِمَا أَعْطَيْت وَلَا مُقَرِّب لِمَا بَاعَدْت وَلَا مُبَاعِد لِمَا قَرَّبْت اللَّهُمَّ اُبْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتك وَرَحْمَتك وَفَضْلِك وَرِزْقك اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك النَّعِيم الْمُقِيم الَّذِي لَا يَحُول وَلَا يَزُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك النَّعِيم يَوْم الْعَيْلَة وَالْأَمْن يَوْم الْخَوْف اللَّهُمَّ إِنَى عَائِذ بِك مِنْ شَرّ مَا أَعْطَيْتنَا وَمِنْ شَرّ مَا مَنَعْتنَا اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَان وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْر وَالْفُسُوق وَالْعِصْيَان وَاجْعَلْنَا مِنْ الرَّاشِدِينَ اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْر خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَة الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَك وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَك وَعَذَابَك اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَة الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب إِلَهَ الْحَقِّ " وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَنْ زِيَاد بْن أَيُّوب عَنْ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة عَنْ عَبْد الْوَاحِد بْن أَيْمَنَ عَنْ عُبَيْد بْن رِفَاعَة عَنْ أَبِيهِ بِهِ وَفِي الْحَدِيث الْمَرْفُوع " مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ " .
كتب عشوائيه
- فهم القرآن الكريمفهم القرآن الكريم: منهج مختصر للشروع في فهم القرآن، وذلك بمعرفة 100 كلمة وفهم معانيها وحفظها عن طريق سورة الفاتحة وست سور من القصار وأذكار الصلاة وبعض الأدعية وغيرها، والتي تكررت ما يقارب أربعين ألف مرة في القرآن الكريم (من مجموع ما يقارب 77,800 كلمة) أي: ما يقارب نصف كلمات القرآن الكريم! والهدف من ذلك: المساعدة على فهم القرآن والتشجيع عليه وتيسير المزيد من الخطوات إلى فهم معاني القرآن وتمهيد السبيل إلى تدبُّر القرآن والتفكُّر في آياته.
المؤلف : Abdul-Azeez Abdur-Raheem
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
الناشر : A website understand Quran www.understandquran.com
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/358846
- موضوعات عامة تتعلق بالدعوةكتاب هام للغاية يتحدث عن بعض نواحي الإسلام التي أسيء فهمها مثل: 1- الطلاق. 2- المرأة مظلومة في الإسلام. 3- الكيل بمكيالين في الزواج لمصلحة الرجل. 4- سهولة الطلاق في الإسلام. 5- الطلاق من حق الرجل فقط. 6- الحجاب. 7- الكيل بمكيالين في الميراث. 8- في الإسلام المرأتان تعدلان رجل واحد. 9- انتشار الإسلام بحد السيف.
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/318737
- صيام رمضانصيام رمضان: مرجع مختصر يشمل جميع ما يتعلق بأحكام الصيام و شهر رمضان المبارك.
المؤلف : Muhammad Jameel Zeeno
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/177570
- محرم وعاشوراءمحرم وعاشوراء: مقالة تُبين فضل يوم عاشوراء، وفضل الإكثار من صيام النافلة في شهر المحرّم، وبيان استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء، والحكمة من ذلك، ثم بيان حكم إفراد عاشوراء بالصيام، ثم بيان حكم صيام عاشوراء لمن عليه قضاء من رمضان، ثم بيان بعض الأعمال المستحبة في هذا اليوم مع ذكر بعض البدع المنكرة فيه.
المؤلف : Muhammad Salih Al-Munajjid
الناشر : http://www.islamqa.com - Islam : Question & Answer Website
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/1343
- الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهاتالصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات: كتاب مجموع فيه كلام الشيخ - رحمه الله - في الصحوة الإسلامية والجماعات والأحزاب لا يستغني عنه طالب العلم والباحث عن حقيقة هذه الجماعات، وكيفية التعامل معها، وموقف المسلم منها.
المؤلف : Muhammad ibn Saleh al-Othaimeen
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/313862