تفسير ابن كثر - سورة الحجر

وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) (الحجر)

وَقَوْله " وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِش " يَذْكُر تَعَالَى أَنَّهُ صَرَفَهُمْ فِي الْأَرْض فِي صُنُوف الْأَسْبَاب وَالْمَعَايِش وَهِيَ جَمْع مَعِيشَة وَقَوْله " وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ" قَالَ مُجَاهِد هِيَ الدَّوَابّ وَالْأَنْعَام وَقَالَ اِبْن جَرِير هُمْ الْعَبِيد وَالْإِمَاء وَالدَّوَابّ وَالْأَنْعَام وَالْقَصْد أَنَّهُ تَعَالَى يَمْتَنّ عَلَيْهِمْ بِمَا يَسَّرَ لَهُمْ مِنْ أَسْبَاب الْمَكَاسِب وَوُجُوه الْأَسْبَاب وَصُنُوف الْمَعَايِش وَبِمَا سَخَّرَ لَهُمْ مِنْ الدَّوَابّ الَّتِي يَرْكَبُونَهَا وَالْأَنْعَام الَّتِي يَأْكُلُونَهَا وَالْعَبِيد وَالْإِمَاء الَّتِي يَسْتَخْدِمُونَهَا وَرِزْقهمْ عَلَى خَالِقهمْ لَا عَلَيْهِمْ فَلَهُمْ هُمْ الْمَنْفَعَة وَالرِّزْق عَلَى اللَّه تَعَالَى .

27/4/2024 2:16:03
http://aiadk.com